ویستحب بعد الفراغ من زیارة النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) زیارة بضعته الطاهرة فاطمة الزهراء علیها السلام ، فإن زیارتها من المستحبات الاکیدة ، ولها فضل عظیم وثوابها جسیم ، وإنی أذکر لک حدیثاً واحداً فی فضل زیارتها ، وأعتقد أنک تکتفی بهذا الحدیث ، ومنه تعرف فضل زیارة الصدیقة الطاهرة فاطمة الزهراء (علیها السلام) .
قال الشیخ الطوسی فی التهذیب : وأما ماورد فی فضل زیارتها فأکثر من أن یحصى ، وبسند معتبر عن یزید بن عبد الملک عن أبیه عن جده قال : دخلت على فاطمة الزهراء علیهما السلام فبدأتنی بالسلام ثم قالت : ماغدا بک ؟ قلت : طلب البرکة . قالت : أخبرنی أبی وهو ذا ، أنه من سلّم علیه وعلی ثلاثاً أوجب الله له الجنة . قلت له : فی حیاته وحیاتک ؟ قالت : نعم وبعد موتنا .
وقد اختلف العلماء فی تعیین قبرها الشریف ، فبعض یقول إنها دفنت فی الروضة الشریفة بین القبر والمنبر ، وبعض یقول إنها دفنت فی البقیع مع الائمة الاربعة علیهم السلام ، وقیل إنها دفنت فی بیتها (وهو الاصح) على الاکثر ، وبیتها متصل بحجرة الرسول التی دفن فیها ولمّا زید فی المسجد وتوسع دخلت الحجرة الشریفة فی المسجد الشریف .
والظاهر أن الشباک الظاهری الذی یحیط بقبر رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم) محیط بالحجرة وببیت فاطمة الزهراء (علیها السلام) ، ویوجد الان ضریح داخل الشباک من جهة الشمال الشرقی ، فینبغی أن تزار فیه للاخبار التی وردت فی تعیین قبرها عن أهل بیت العصمة (علیهم السلام) ، والیک زیارتها